إلى الأولياء الكرام

من على منبر التربية والتعليم ... أقول لكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حين أجول كل صباح بين فلذات أكبادكم أرى على محياهم وأستقرئ الكثير؛ لم يكن هذا الكثير يوما ما له أثر في طبيعة حياتنا البسيطة حين كنا في مثل سنهم ...
إني أرى أثر ذاك الضيف غير المرحب به بل الذي فرض نفسه دون سابق إذن ... "التلفزيون" واسمحوا لي بالتجرؤ والقول: نحن من نساهم بكل قوانا العقلية في استقدامه طوعا أو كرها ... إن فلذات أكبادنا يكابدون سيطرته ودون وعي منهم ... كيف ذلك ؟ أقول لكم: هذا الصغير يجد نفسه بين هذا الضيف الممتع المدجج بكل أنواع أسلحة الإغراء والشد إليه وبين واجب دراسي يراه جافا من جوانب عدة؛ فالمحتوى يراه بعيدا كل البعد عن تطلعاته والتي تمليها مخيلته الواسعة الممتدة بأطرافها اللامتناهية ليرى فيها إبعادا صريحا لواقعه الذي يعيشه، ثم بالنظر إلى الكيف الذي هو معرض دائما للتغير والتبدل حسب الأهواء ... إن أبناءنا ودون قصد يحكمون لصالح ضيفنا الكريم وإن كان حكمهم اليوم لا يتعدى الجلوس لساعات طويلة وفقط ولكن تأكدوا يا إخواني الآباء سيصل وقت التطبيق لا محالة ... عندها لن يكون لنا دور يذكر ولن نستطيع أن نستطنع لأنفسنا دورا، حينذاك هل نندب حظنا التعس الذي لم نعي أسبابه ونحن في ذروة القدرة أم نتجاوز الأمر وكأنه تحصيل حاصل.
... فهلم لنقف جنبا إلى جنب أنت الوالد العزيز وأنا المربي لنخلق شيئا اسمه الحيز الحياتي للطفل حيث يصيح تحت المراقبة المستمرة والمتزنة فلا إفراط ولا تفريط ... وأنت تعلم يا أيها الوالد العزيز أن هناك طرق شتى بسيطة يمكن أن نجنب بها أبناءنا ويلات ما يمليه ضيفك العزيز ... هذا إن لم تكن قد نسيته وأصبح فردا من العائلة لا بد من وجوده وإن غاب حدث العويل والنحيث لفقده...
إني كمربي أحاول جاهدا حتى أصنع ولو حاجزا وهميا بين الأمانة التي تضعها بين يدي وبين ذاك السيل الهائل الذي في كثير من الأحيان أنت من تتحكم في دفقه ... فلماذا تتعبني يا أيها الوالد العزيز بتصرفك هذا ... تطالبني بتحقيق الأفضل الذي وإن كان على مرمى العين مني ومنك غير أنك تساير مسريتي وأمانتك وأنت تلوح في وجهينا بمعول تهديم لم ولن نشهد له مثيل ... فرجاء أطلب من كل من يلقي كل صباح بفلذة كبده إلي وإلى كل أخ يشاركني المهمة الصعبة أن يرفق بها قبل أن إلقائها ... فأنا أقولها بملء فاهي لن أفعل بمثل ما تفعل فعوضا عن ألقيها كما تفعل سأردها بعدما أحاول تجبير ما لحق بها من كسور جراء سقوطها المروع ...
إخواني أحذروا التلفاز ... فإنه سلاح حد إضراره أمضى من حد نفعه ... خاصة وأننا نعاني اليوم عاهة مستديمة أمثلها في أننا لم نعد نرى بعيون العقل بل نرى بعيون الأنامل ... وكما تعلم يا أيها الوالد العزيز أن عين الهوى ترى الحبة؛ بينما عين العقل ترى الشرك.
اسمحوا لي إن كنت وقد تجرأت لأحدثكم عن ضيفكم واغتبته وكلنا يعلم قداسة الضيف عندنا... ولكن انتبهوا يا أعزائي أن يجلب هذا الضيف صديقا تجمعه به دم قرابة وتأكدوا أنه آت بما هو أكثر مما أقررت من الدمار ... قاصدا بذلك "الحاسوب والأنترنيت" ... خاصة وأننا اللحظة نقف بأيد مرتخية إلى حد ملامسة الأرض.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا جزيلا على هذا الاهتمام سيدي
ونرجوا من الله ان يوفقنا جميعا لمافبه الخير لنا ولي ابنائنا

فعلا إن مضار التلفاز الصحية والسلوكية كثيرة وأكثر بكثير من فوائدها

إذن لا بد من ترشيد استخدام التلفاز بطريقة علمية بعيدا عن حرمان الأطفال

من مزاياه الثقافية والترفيهية، وبعيدا عن كل إسراف في الاستعمال الإسراف الذي لا تحكمه

ضوابط يضر بحياة الأطفال الدراسية وبصحتهم النفسية والبدنية.